تعد مرحلة الحمل فترة تحول تتطلب دقة متناهية في القرارات الغذائية؛ إذ تصبح قائمة أطعمة ممنوعة ومسموح بها للحامل هي الركيزة الأساسية لصحة الأم ونمو الجنين على حد سواء، وتتجاوز أهمية الحمية الغذائية مجرد تلبية السعرات الحرارية الإضافية، لتشمل حماية الحمل من الكائنات الدقيقة الضارة التي قد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.
تهدف قائمة أطعمة ممنوعة ومسموح بها للحامل إلى تقديم الأطعمة التي يجب التركيز عليها وتلك التي يجب تجنبها، مما يوفر للحامل خارطة طريق غذائية مبسطة وآمنة طوال أشهر الحمل، وهو دليل مصمم ليكون مرجعًا سريعًا في كل مطبخ، وإليك أهم الأطعمة المسموحة والممنوعة كالتالي:
تتطلب الأطعمة الغنية بالبروتين عناية خاصة لدرء خطر التسمم، وتحديداً بكتيريا الليستيريا أو التوكسوبلازما، ويجب تجنب اللحوم والدواجن النيئة أو غير المطهوة جيداً بكافة أشكالها لضمان عدم انتقال أي مسببات مرضية، كما يجب أن تُطهى اللحوم المفرومة والدواجن حتى 74 درجة مئوية، وقطع اللحم الكاملة حتى 63 درجة مئوية لضمان السلامة الكاملة وإليكِ بعض المحاذير كالتالي:
محاذير أساسية حول اللحوم الباردةتعتبر منتجات اللحوم المجهزة والجاهزة للأكل والتي يتم تخزينها في الثلاجة، من البيئات التي تزيد فيها احتمالية نمو بكتيريا الليستريا Listeria حتى في درجات الحرارة المنخفضة، ولذا يصبح التسخين العميق هو خط الدفاع الأول لضمان قتل هذه البكتيريا قبل تناولها، وهذا الإجراء الوقائي البسيط يحمي كلاً من الأم والجنين من مضاعفات صحية خطيرة، وهذه بعض المحاذير كالتالي:
اللحوم الباردة والمصنعة مثل اللانشون والسلامي ما لم يتم تسخينها حتى تصل إلى درجة حرارة 75 درجة مئوية بمعنى أن تكون ساخنة جداً.
كافة أنواع الباتيه ومنتجات اللحوم المبردة القابلة للدهن.
الدواجن المطبوخة والمبردة مسبقًا مثل الدجاج البارد المستخدم في البوفيهات والسندويتشات، ما لم يتم تسخينها جيداً.
تشكل منتجات الألبان غير المبسترة بما فيها الحليب الخام والجبن الطري، بيئة خصبة للبكتيريا الضارة، وينبغي الامتناع بشكل تام عن استهلاك أي منتج غير مبستر لتجنب خطر الليستيريا، وهذه بعض الأصناف التي يتوجب تجنبها في الأجبان كالتالي:
الأجبان الطرية ذات القشرة البيضاء مثل البري والكاممبير والشيف، والأجبان الزرقاء الطرية مثل الروكفور والغورغونزولا، باستثناء ما يتم طهيه منها حتى الغليان.
المنتجات المصنوعة من حليب الماعز أو الغنم غير المبستر.
يسمح بالجبن الصلب مثل الشيدر والبارميزان والأجبان الطرية المبسترة مثل الموزاريلا والفيتا والريكوتا بشكل آمن.
يعد استهلاك الأسماك ضروريًا لأحماض أوميغا-3، لكن يجب الحذر من الأنواع التي تحتوي على تركيزات عالية من الزئبق الذي قد يضر بالجهاز العصبي النامي للجنين، وإليكِ بعض أسماك ذات محتوى زئبق عالٍ يجب تجنبها كالتالي:
سمك القرش وأبو سيف والماكريل الملكي والمارلين والتلفيش، والتونة كبيرة العينين.
ينبغي أيضاً تجنب المأكولات البحرية النيئة أو غير المطبوخة، بما في ذلك المحار النيء والسوشي الذي يحتوي على أسماك نيئة.
يجب غسل جميع الفواكه والخضروات الطازجة جيدًا، وتجنب البراعم النيئة مثل براعم البروكلي أو الفول والسلطات المُعدة مسبقًا في محلات البوفيه، كما يوصى بتقليل الكافيين والامتناع التام عن الكحول، وإليكِ بعض المحاذير الإضافية كالتالي:
الحد من تناول الكافيين لأقل من 200 ملليغرام يومياً، وهو ما يعادل تقريباً فنجانًا واحدًا من القهوة.
يجب تجنب الكميات الكبيرة من الكبد ومنتجاته لاحتوائها على مستويات عالية من فيتامين أ الذي قد يكون ضارًا بجرعات زائدة.
يجب تناول بقايا الطعام المطهو خلال 24 ساعة فقط بعد الطهي وإعادة تسخينها حتى تصل إلى درجة حرارة 60 درجة مئوية على الأقل.
للحفاظ على حمل صحي تحتاج الأم إلى نحو 300 سعرة حرارية إضافية يوميًا، ويجب أن تأتي هذه السعرات من نظام متوازن يعزز النمو، ويوصى بالتركيز على البروتينات والألياف والحبوب الكاملة للمساعدة في تخفيف الإمساك والغثيان، إذ يجب أن يكون هناك تركيز خاص على الأتي:
المغذيات الحيويةيتطلب نمو الجنين السليم توفير كميات محددة من الفيتامينات والمعادن التي لا غنى عنها لدعم التطور العصبي والهيكلي، ولا تعد هذه العناصر مجرد إضافات، بل هي مكونات أساسية تضمن الحفاظ على مخزون الأم من الطاقة والصحة، وإليك بعض هذه المغذيات كالتالي:
حمض الفوليك حيوي بشكل خاص خلال الأسابيع الأربعة الأولى بعد الحمل لدعم نمو الأنبوب العصبي للجنين، ويوجد في الخضروات الورقية الداكنة والبقوليات.
الحديد والكالسيوم وفيتامين د لدعم بناء عظام الجنين ومنع فقر الدم لدى الأم.
بدائل آمنة للأسماك مثل السلمون والروبيان أو الجمبري والبلطي والأنواع المعلبة ذات الزئبق المنخفض مثل التونة الخفيفة المعلبة بكميات معتدلة.
يعد الترطيب الكافي ركيزة أساسية أخرى في قائمة أطعمة ممنوعة ومسموح بها للحامل ويتم الحصول على السوائل من الماء والعصائر والحساء، مما يدعم وظائف الجسم الحيوية، ولا يقتصر الدعم الغذائي على الأطعمة فحسب، بل يمتد إلى المكملات الغذائية الموصى بها، ويمكن لمقدم الرعاية الصحية تحديد الجرعات المناسبة بناءً على البيانات المتوفرة في الملف الطبي الإلكتروني للمريضة.
وتساهم الأنظمة الصحية الحديثة مثل بوابة مصر الطبية الرقمية شفائي، في تسهيل متابعة هذه التوصيات، وفي المستقبل من المتوقع أن يساهم نظام دعم القرار الطبي بالذكاء الاصطناعي في تقديم إرشادات غذائية مخصصة للمرأة بناءً على تاريخها الصحي واحتياجات حملها الفردية بدقة متناهية.
تمثل قائمة أطعمة ممنوعة ومسموح بها للحامل استثمارًا مدروسًا في صحة الجيل القادم، وقد وفر هذا الدليل المبسط أساسيات الحمية الآمنة والقابلة للطباعة لتسهيل المتابعة اليومية، ولكنه لا يغني عن استشارة خبير تغذية لتخصيص الحمية على حسب حالة الأم.
تشمل الأطعمة التي يجب تجنبها في بداية الحمل الآتي:
اللحوم النيئة أو غير المطهوة جيداً.
الأجبان الطرية غير المبسترة.
الأسماك العالية بالزئبق.
الكحول Alcohol هو المشروب الممنوع بشكل قاطع خلال فترة الحمل بأكملها، حيث لا يوجد مستوى آمن له ويمكن أن يضر بنمو الجنين.
لا توجد أي أضرار للبيض المسلوق للحامل على الإطلاق، بل هو غذاء موصى به وممتاز، بشرط أن يكون مطهواً بالكامل حتى يتصلب الصفار والبياض.