يمثل الحمل رحلة تتطلب يقظة صحية مستمرة خاصةً عند الوصول إلى الثلث الثاني، حيث تبرز أهمية اختبار سكري الحمل كخطوة وقائية روتينية تجرى بين الأسبوع الرابع والعشرين والثامن والعشرين من الحمل، فهذه الحالة المعروفة باسم سكري الحمل Gestational Diabetes.
تنشأ عندما لا يتمكن الجسم من إنتاج ما يكفي من هرمون الإنسولين لتلبية الاحتياجات الإضافية للحمل، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم، والكشف المبكر والإدارة الدقيقة لهذه الحالة أمران حيويان لضمان سلامة الأم والنمو الصحي للجنين وتقليل مخاطر المضاعفات المحتملة.
يعد التحضير الجيد جزءاً لا يتجزأ من دقة نتائج اختبار سكري الحمل الفموي OGTT، فعادة ما يتبع مقدم الرعاية الصحية بروتوكولًا يتضمن خطوة واحدة أو خطوتين لتشخيص سكري الحمل، لذا يجب على السيدة التي تخطط للاختبار مراجعة سجلها الصحي، والذي يكون مسجلاً بدقة ضمن الملف الطبي الالكتروني الخاص بها لضمان الالتزام بأي تعليمات سابقة.
يتطلب الاستعداد للاختبار الالتزام بتعليمات محددة تختلف بناءً على نوع الفحص، وفي حالة اختبار فحص الجلوكوز لمدة ساعة وهي الخطوة الأولى، لا يتطلب الأمر صيامًا مسبقًا في الغالب لكن يُفضل الامتناع عن الإفراط في تناول الأطعمة السكرية قبل يوم الاختبار للحصول على نتائج دقيقة، أما بالنسبة لـ اختبار تحمل الجلوكوز التشخيصي الذي يستغرق ثلاث ساعات فإن الالتزام بالصيام ضروري؛ حيث يتطلب الامتناع عن الأكل والشرب، باستثناء رشفات الماء لمدة تتراوح بين 8 إلى 14 ساعة قبل سحب عينة الدم الأولى.
إضافة إلى ذلك يجب الحفاظ على مستوى نشاط بدني طبيعي وتناول نظام غذائي متوازن ومعتاد خلال الأيام التي تسبق موعد الاختبار، فهذه الإجراءات تضمن أن نتائج الفحص تعكس استجابة الجسم الطبيعية للجلوكوز، وتجنب أي قراءات خاطئة قد تنجم عن تغيير مفاجئ في الروتين اليومي أو الحمية، ما لم يوصي الطبيب بتعديلات محددة.
ينفذ اختبار سكري الحمل في المرفق الطبي بشرب محلول سكري مُقنن، لقياس استجابة الجسم لكمية مركزة من الجلوكوز، وتحدد القراءات المتكررة لعينات الدم وجود سكري الحمل، وتدمج هذه النتائج مع بيانات المريضة المسجلة في بوابة مصر الطبية الرقمية شفائي لضمان دقة التشخيص، وإليك مراحل اختبار تحمل الجلوكوز النموذج المكون من خطوتين كالتالي:
قراءة الساعة الواحدة بعد 50 جرام جلوكوز تعتبر قراءة 140 mg/dL أو ما يعادل 7.8 mmol/L كحد فاصل إذا تجاوزت القراءة هذا الحد، يتم الانتقال إلى الاختبار التشخيصي.
اختبار 100 جرام جلوكوز للتشخيش يتضمن أربع قراءات بناءً على بروتوكول معتمد، ويتم تأكيد التشخيص إذا كانت قراءتان أو أكثر مرتفعة عن الحدود الطبيعية ومنها:
للصيام عادة حوالي 95 mg/dL أو 5.3 mmol/L.
بعد ساعة حوالي 180 mg/dL أو 10.0 mmol/L.
ثم بعد ساعتين حوالي 155 mg/dL أو 8.6 mmol/L.
بعد ثلاث ساعات حوالي 140 mg/dL أو 7.8 mmol/L.
يجب التعامل مع نتيجة اختبار سكري الحمل سواء كانت سلبية أو إيجابية، كجزء أساسي من خطة الرعاية الصحية، وفي حال كانت النتيجة إيجابية فهذا لا يدعو للقلق، بل يمثل نقطة انطلاق لتبني نمط حياة أكثر تحكمًا ومتابعة دقيقة، وتُستخدم البيانات المستخلصة من التشخيص لتفعيل نظام دعم القرار الطبي بالذكاء الاصطناعي، للمساعدة في وضع خطة علاجية مُحكمة، وإليك بعض الخطوات المتبعة في حال تأكيد سكري الحمل كالتالي:
البدء بقياس مستوى الجلوكوز في الدم بشكل منتظم باستخدام جهاز منزلي، خاصة قبل وبعد الوجبات.
العمل مع اختصاصي التغذية لتبني نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات المكررة والسكريات، والتركيز على الألياف والبروتينات.
ممارسة التمارين المعتدلة الموصى بها للحمل، مثل المشي للمساعدة في تحسين حساسية الإنسولين.
في حال عدم التحكم بمستوى الجلوكوز عبر الغذاء والرياضة، قد يصف الطبيب علاج الإنسولين أو أدوية فموية أخرى.
إجراء اختبار تحمل الجلوكوز بعد 6 إلى 12 أسبوعًا من الولادة للتأكد من زوال سكري الحمل والمتابعة الدورية لاحقًا.
يعد اختبار سكري الحمل خطوة محورية في الحماية من مخاطر صحية محتملة على المدى القريب والبعيد، وإن الفهم الواعي لهذه الإجراءات يُمكّن السيدة من اتخاذ قرارات صحية مستنيرة، بالتعاون مع فريقها الطبي ولضمان حمل سليم وولادة آمنة.
يتم تأكيد الإصابة بسكري الحمل بعد إجراء اختبار تحمل الجلوكوز الفموي التشخيصي الذي يستغرق ساعتين أو ثلاث ساعات بعد الصيام.
يختلف سعر تحليل منحنى السكر للحامل اختبار تحمل الجلوكوز بشكل كبير بناءً على البلد والمدينة ونوع المختبر حكومي أو خاص، والبروتوكول المُتبع ساعتين أو ثلاث ساعات.
تختلف مستويات السكر المستهدفة للحامل عن غير الحوامل وتعتمد على زمن القياس.