"قد يكون الإجهاض المبكر تجربة مؤلمة، لكن فهم أسبابه وعلاماته هو أول خطوة لاستعادة الأمل."
عند ظهور علاماته أو أي أعراض غير معتادة، من الضروري استشارة الطبيب فورًا لتجنّب أي مضاعفات خطيرة.
في هذه المقالة من موقع شفائي الطبي الموثوق، سنستعرض لكِ أسباب الإجهاض المبكر، وأبرز علاماته المبكرة، وطرق الوقاية من الإجهاض، مع نصائح طبية فعّالة تناسب النساء في مصر وجميع الدول العربي.
هناك العديد من الأسباب التي قد تسبب الإجهاض للجنين في بداية فترة الحمل.
1- ما هي الأسباب الأسباب الجينية وراء الإجهاض؟
تتعد مشاكل الجينات هي السبب الأشهر على الإطلاق في حدوث الإجهاض.
لا بد من معرفتها بشيء من التفصيل.
تحدث مشاكل على مستوى الكروموسومات بشكل متكرر، وهي عبارة عن الشفرة التي توجد داخل الخلايا تعمل على تحديد الصفات الوراثية.
هذا يؤدي إلى تكوّن عيوب خلقية كثيرة قد تقود للإجهاض.
من أمثلة هذه العيوب متلازمة داون، وهي من الأسباب الشائعة.
بالتالي قد يموت الجنين داخل الرحم قبل الولادة.
تعد العوامل التشريجية في الرحم من الأشياء المهمة جدًا.
تسبب هذه العوامل الإجهاض المبكر في عدة حالات.
أمثلة المشاكل الخلقية: قِصر حجم الرحم عن الطبيعي.
أو عدم تكوّن الرحم بشكل سليم من الأساس.
أحيانًا يوجد حاجز يفصل الرحم إلى جزئين، وهو يعيق الانغماس.
الفاصل يزيد من انقباضات الرحم ويعيق زراعة البويضة المخصبة.
لا يمكن استبعاد هذه المشكلات في حالات الإجهاض المتكرر.
هناك الكثير من الحالات المرضية التي تزيد خطر الإجهاض.
مثل سكر الحمل وارتفاع ضغط الدم، وهما يقللان التغذية الدموية للجنين.
اضطرابات نشاط الغدة الدرقية قد تؤثر على استمرارية الحمل.
الأمراض الالتهابية قد تسبب مشاكل في بطانة الرحم.
مثال على ذلك تليفات أو التصاقات في الرحم تسمى متلازمة أشيرمان.
أسلوب الحياة يلعب دورًا كبيرًا في الوقاية من الإجهاض.
يجب أن تكون حياة الحامل خالية من التدخين تمامًا.
كما ينصح بتقليل الكافيين قدر الإمكان.
سوء التغذية ونقص الفيتامينات والعناصر يؤثر سلبًا على الحمل.
الضغط النفسي والجهد البدني الشديد يجب تجنبهما تمامًا.
السمنة تزيد من مخاطر الإجهاض ويجب معالجتها.
الابتعاد عن الأدوية غير الموصى بها ضروري لصحة الجنين.
كما يجب تجنّب التعرض للمواد الكيميائية والأشعاعات الضارة.
في أحيان كثيرة لا يكون سبب الإجهاض المبكر معروفًا.
لذلك يلزم إجراء فحوصات دقيقة وبحث متعمق عن السبب.
التحقيق الطبي يساعد في كشف السر ووقاية الحمل المستقبلي.
هناك الكثير من أنواع الإجهاض المبكر، وتختلف في تأثيرها على الأم والجنين ومدى خطورتها.
فيما يلي سنستعرض أهم الأنواع وأعراضها وكيفية التعامل معها داخل مصر.
يعد من أقل أنواع الإجهاض المبكر خطورة على الإطلاق.
لا يحدث فيه فتح لعنق الرحم أو نزول للجنين.
تظل أعراض الحمل وهرموناته طبيعية في معظم الحالات.
يمكن التعامل مع هذه الحالة بسهولة وبساطة.
يشمل العلاج الراحة التامة واستخدام المثبتات للحفاظ على الحمل.
الراحة هنا تشمل الراحة البدنية والجنسية تمامًا.
يُعد من أخطر أنواع الإجهاض لأنه لا يمكن منعه بعد حدوثه.
يحدث فتح في عنق الرحم مع نزيف شديد يؤثر على حياة الأم.
قد تصاب المرأة بهبوط حاد في الدورة الدموية نتيجة فقد الدم.
تبدأ التغيرات في شكل البطن وهرمون الحمل بالظهور بوضوح.
يجب إنقاذ حياة الأم سريعًا بتعويض الدم الذي تم فقده.
يعد التدخل الطبي السريع ضروريًا لتجنّب الوفاة.
يعني أن الجنين خرج كليًا من الرحم دون بقاء أي نسيج.
عند عمل السونار لا يُرى نبض أو نسيج جنيني داخل الرحم.
تعود الهرمونات وحجم الرحم تدريجيًا إلى الوضع الطبيعي.
في هذه الحالة لا يحتاج الأمر إلى تدخل جراحي عادةً.
يعد عكس الإجهاض المكتمل تمامًا من حيث الشكل والمضاعفات.
يحدث فقدان جزئي فقط للجنين، فيبقى جزء منه داخل الرحم.
يظهر ذلك بوضوح عند فحص السونار ومتابعة هرمون الحمل.
يبقى حجم الرحم وهرمون الحمل أعلى من المعدل الطبيعي.
قد تظهر بقايا الجنين داخل الرحم وتسبب نزيفًا مستمرًا.
هذه الحالة من أسباب فقد الدم الكبيرة وتحتاج إلى تعويض عاجل.
قد تتطلب نقل دم وعلاجًا دقيقًا لإنقاذ حياة الأم.
هذا النوع من الإجهاض يحدث عندما يموت الجنين داخل الرحم.
يحدث غالبًا قبل مرور ثلاثة أشهر من الحمل.
يُستدل عليه بعدم وجود نبض أو حركة للجنين في السونار.
تتوقف زيادة حجم البطن ويقل هرمون الحمل تدريجيًا.
الخطر الأكبر هنا هو بقاء النسيج الميت داخل الرحم.
ذلك يزيد خطر التجلط الدموي وحدوث نزيف خطير للأم.
يجب التدخل الطبي السريع لإزالة النسيج وحماية حياة الأم.
معرفة العلامات المبكرة تساعد على سرعة التدخل الطبي وإنقاذ الحمل.
من أكثر علامات الإجهاض المبكر شيوعًا هو النزيف المهبلي.
قد يكون لونه أحمر، أو بني، أو أخضر فاتح.
أحيانًا يظهر على شكل تبقّع خفيف أو متقطع.
وباتالي لا بد من الانتباه لأي تغير في لون أو كمية الدم.
استشارة الطبيب ضرورية عند ملاحظة أي نزيف غير طبيعي.
يشير ألم البطن أو الظهر أحيانًا إلى بداية الإجهاض.
يشبه هذا الألم مغص الدورة الشهرية أو يكون مستمرًا وشديدًا.
لذالك فإن الألم المتكرر مع النزيف علامة تستدعي الفحص الفوري.
من الأفضل الراحة وتجنب المجهود لحين تقييم الحالة طبيًا.
اختفاء أعراض الحمل من علامات الإجهاض التي تتطلب الحذر.
قد يقل الغثيان الصباحي أو يختفي تورم الثدي بشكل مفاجئ.
يشير ذلك إلى تغيّر في مستوى الهرمونات داخل الجسم.
التراجع السريع للأعراض قد يدل على توقف نمو الجنين.
من الأعراض المقلقة للإجهاض المبكر خروج نسيج من المهبل.
قد يصاحبه خثرات دموية أو قطع صغيرة رمادية اللون.
تغيّر شكل أو رائحة الإفرازات المهبلية أيضًا يستدعي الفحص الطبي.
يفضل الاحتفاظ بالعينة وإظهارها للطبيب لتحديد السبب بدقة.
يجب الذهاب للطبيب فورًا في حالة نزيف شديد أو ألم حاد بالبطن.
أيضًا عند ارتفاع درجة الحرارة أو الشعور بضعف عام وإرهاق.
هذه العلامات قد تشير إلى إجهاض مبكر يحتاج لتدخل عاجل.
لا تهملي أي تغيير في حالتك أثناء الحمل خاصة في الشهور الأولى.
تشخيص الإجهاض المبكر بدقة وأمان
من المهم جدًا زيارة الطبيب بسرعة كبيرة لتشخيص حالتك بدقة ومعرفة ما إذا كان قد حدث الإجهاض المبكر أم لا.
يُعد الفحص الإكلينيكي أهم خطوة في تشخيص الإجهاض.
يشمل هذا الفحص تقييم بطن المريضة وسماع الشكوى الخاصة بها لمعرفة تفاصيل الأعراض.
كما يتم فحص عنق الرحم لتقييم حالته وهل هناك علامات تدل على الإجهاض أو بدايته.
يُعتبر فحص الموجات الصوتية (السونار) خطوة أساسية في التشخيص.
فمن خلاله يتم رؤية الجنين داخل الرحم ومعرفة وضعه وحركته ونبضه.
وفي حالة عدم ظهور الجنين أو توقف النبض، فإن ذلك يؤكد حدوث الإجهاض.
تُستخدم التحاليل الطبية لدعم التشخيص وتحديد أسباب الإجهاض المحتملة.
أهمها فحص هرمون الحمل في الدم (BHCG)، الذي ينخفض تدريجيًا بعد الإجهاض.
كما يمكن إجراء تحاليل الغدة الدرقية لاستبعاد أي خلل في نشاطها.
ويُجرى أيضًا تحليل تجلط الدم لمعرفة ما إذا كان هناك زيادة في التجلط تسبب الإجهاض.
تُساعد هذه الفحوصات الطبيب في تحديد السبب الحقيقي للحالة.
هناك بعض الحالات التي قد تتشابه أعراضها مع الإجهاض.
منها الحمل العنقودي والحمل خارج الرحم، ويجب استبعادها بدقة.
يُستبعد من خلال فحص الأعراض والسونار الذي يُظهر عدم وجود جنين طبيعي.
كما تكون كميات هرمون الحمل مرتفعة جدًا بشكل غير طبيعي في هذه الحالة.
يُكتشف من خلال فحص السونار أيضًا، حيث لا يظهر جنين داخل الرحم.
وفي المقابل، يُمكن رؤية الجنين أو الكتلة الجنينية خارج الرحم، وغالبًا في قناة فالوب.
كما يظهر تحليل هرمون الحمل إيجابيًا رغم عدم وجود الجنين في الرحم.
لهذا من المهم استشارة الطبيب فورًا عند الاشتباه في هذه الحالات.
يُظهر السونار عادة نبض الجنين وحركته والكيس الجنيني في الحمل الطبيعي.
أما في حالة الإجهاض، فلا يظهر أي من هذه العلامات، مما يؤكد التشخيص.
يمكن أيضًا للطبيب فحص عنق الرحم لتحديد نوع الإجهاض من خلال درجة اتساعه.
كل هذه الخطوات تساعد في التفرقة بين الإجهاض الكامل والناقص أو المهدد.
هناك الكثير من عوامل الخطر التي تؤدي إلى حدوث الإجهاض المبكر لدى الحوامل، ومنها ما يرتبط بالعمر أو الحالة الصحية أو أسلوب الحياة.
هناك علاقة قوية بين زيادة عمر الأم أو الأب وارتفاع احتمال حدوث التشوّهات الخلقية لدى الجنين.
فالمرأة التي تتجاوز سن الأربعين تكون أكثر عرضة لإنجاب طفل مصاب بتشوّهات بسبب ضعف جودة البويضات.
أما الرجل، فمع تقدّم العمر قد تزداد نسبة الحيوانات المنوية المشوّهة.
لذلك يُنصح بالزواج في سن مبكر، خاصة عند النساء، لتقليل خطر التشوّهات الخلقية وزيادة صحة الجنين واستقرار الحمل.
هناك العديد من الأمراض المزمنة التي ترفع من خطر الإجهاض، مثل مرض السكري غير المسيطر عليه.
إذا لم تتحكّمي في مستويات السكر وتلتزمي بالعلاج، فقد يتأثر الحمل سلبًا.
كذلك اضطرابات الغدة الدرقية، سواء كانت بزيادة النشاط أو نقصه، تؤثر على استقرار الحمل واستمرار الجنين.
ومن العوامل المهمة أيضًا تشوّهات الرحم أو الاختلافات في شكله، إذ قد تعيق ثبات البويضة المخصبة وتؤدي إلى الإجهاض.
يُعدّ نمط الحياة غير الصحي من الأسباب الشائعة لحدوث الإجهاض.
من ذلك التدخين وتناول الكحول والمخدرات، فهي كلها عوامل تُضعف صحة الجنين.
كما أن الإفراط في تناول الكافيين يوميًا يزيد خطر الإجهاض.
لذلك يجب على الحامل في مصر أو أي مكان آخر الالتزام بعادات صحية متوازنة ودعم الجسم بالغذاء والراحة.
هناك عوامل أخرى قد تلعب دورًا في تكرار الإجهاض مثل وجود تاريخ مرضي سابق للإجهاض.
فغالبًا ما يستمر السبب نفسه دون علاج واضح مما يؤدي لتكراره.
كذلك العدوى المهبلية أو البولية قد تسبب تفجّر الأغشية الجنينية وتؤدي إلى فقدان الحمل.
لذا يجب على الحامل مراجعة الطبيب فور ظهور أي أعراض غير طبيعية للحفاظ على صحتها وصحة جنينها.
هناك الكثير من المضاعفات التي يجب أخذ الحذر منها في حالة حدوث الإجهاض، ومن أبرزها ما يلي:
قد تتعرض المصابة لنزيف شديد يؤدي إلى هبوط حاد في الدورة الدموية وفشل كلوي محتمل في بعض الحالات.
كما يمكن أن تصاب بعدوى خطيرة داخل الرحم، وتظهر في صورة حرارة شديدة، همدان، وتعب عام بالجسم.
وفي بعض الحالات تحتاج المريضة إلى تدخل جراحي لتفريغ الرحم بالكامل من بقايا الجنين بعد الإجهاض.
من مضاعفات الإجهاض حدوث إجهاض متكرر في مرات الحمل القادمة أو ولادة مبكرة قبل الموعد الطبيعي.
وقد تحدث أيضًا مشاكل في عنق الرحم تقلل من قدرته على تحمل الجنين طوال فترة الحمل.
وفي بعض الحالات يتأثر نمو الجنين، مما يؤدي إلى ولادة طفل محدود النمو أو ضعيف الوزن.
بعد الإجهاض تشعر الأم بالحزن والقلق والخوف من تكرار التجربة في الحمل القادم.
من المهم جدًا تقديم الدعم النفسي والمعنوي للأم من الأسرة والزوج.
يجب طمأنتها أن الإجهاض أمر قدري من الله وأن الحمل القادم يمكن أن يكتمل بنجاح بإذن الله.
فالعامل النفسي له تأثير كبير في استقرار الحمل ومنع تكرار الإجهاض.
هناك الكثير من الطرق الفعّالة التي لا بد من اتباعها لحماية نفسك من الإجهاض.
من المهم التحكم في مستوى السكر في الدم وضبطه ومتابعته باستمرار لتقليل خطر الإجهاض.
كما يجب متابعة الغدة الدرقية ووظائفها بانتظام لاستبعاد القصور أو النشاط الزائد الذي قد يسبب الإجهاض.
التحكم في الوزن ضروري جدًا، لأن زيادة الوزن ترفع فرص الإصابة بأمراض الحمل مثل الضغط والسكر وبالتالي حدوث الإجهاض.
ومن المهم جدًا قبل وأثناء الحمل تناول حمض الفوليك بانتظام، فهو آمن في كل المراحل ويساعد في تقليل التشوهات الخلقية.
يجب تجنب التدخين بجميع أنواعه، والابتعاد عن الكحوليات والمخدرات لأنها تزيد خطر أسباب الإجهاض.
كما يُنصح بتجنّب السموم البيئية والمواد الكيميائية الضارة التي تؤثر على نمو الجنين وتسبب علامات الإجهاض.
تذكري دائمًا أن الوقاية خير من العلاج، فالحفاظ على نمط حياة صحي هو أساس الوقاية من الإجهاض.
من المفضل زيارة الطبيب فور معرفة الحمل وحتى نهايته لضمان سلامة الأم والجنين وتجنّب الإجهاض.
المتابعة الدورية تشمل الفحوصات والسونار لتقييم حالة الرحم واستبعاد أي مشكلات قد تؤدي إلى الإجهاض.
تشمل الفحوصات الطبية المبكرة قياس الضغط والسكر وتحليل الدم والبول بانتظام لمتابعة صحة الحمل.
الفحص المبكر يساعد الطبيب في اكتشاف المشكلات قبل أن تتطور وتؤدي إلى علامات الإجهاض.
نعم، هناك أنواع من الإجهاض لا يمكن منعها، مثل تلك الناتجة عن مشكلات جينية كـ متلازمة داون.
في هذه الحالات، يتوقف نمو الجنين داخل الرحم ويموت قبل الخروج إلى الحياة.
كما توجد حالات من الإجهاض ناتجة عن تشوّهات خلقية في الرحم نفسه، لذا لا يجب إلقاء اللوم على الطبيب.
يتضح لنا أن معرفة الإجهاض المبكر من حيث أسبابه وأنواعه وطرق الوقاية والعلاج أمر ضروري لكل حامل.
تذكّري أن الإجهاض ليس نهاية الطريق، فالكثير من النساء ينجحن في الحمل لاحقًا بإذن الله.
الدعم النفسي والمتابعة الطبية عند أي عرض غريب هما مفتاح الوقاية والنجاح في الحمل القادم.