تُعد فترة الحمل رحلة فسيولوجية فريدة تشهد خلالها المرأة تغيرات كبيرة في الدورة الدموية والهرمونات.
ومن الأعراض الشائعة في هذه المرحلة الدوخة وانخفاض ضغط الدم، وهي غالبًا حالة طبيعية يمكن التعامل معها بسهولة، لكن في بعض الحالات قد تحتاج إلى متابعة دقيقة لضمان سلامة الأم والجنين.
في هذا المقال من بوابة شفاء الطبية سنتعرف على الأسباب، ومتى تكون الحالة طبيعية، ومتى يجب مراجعة الطبيب لتجنّب أي مضاعفات محتملة.
لفهم أسباب الدوخة وانخفاض الضغط أثناء الحمل، يجب معرفة أن الجسم يُعيد تنظيم الدورة الدموية بالكامل لدعم الجنين وتغذية المشيمة.
خلال الثلث الأول والثاني من الحمل، يتوسع الجهاز الوعائي بشكل ملحوظ، ما يؤدي إلى انخفاض الضغط بصورة طبيعية.
ويحدث هذا نتيجة مجموعة من العوامل الفسيولوجية المعقدة، أبرزها:
يؤدي هرمون البروجسترون إلى ارتخاء جدران الأوعية الدموية، مما يسبب انخفاض المقاومة الوعائية وانخفاض الضغط العام في الجسم.
هذا التوسع يساعد على زيادة تدفق الدم إلى الجنين، لكنه يجعل المرأة أكثر عرضة للشعور بالدوخة أو الإغماء.
يزداد حجم الدم خلال الحمل بنسبة قد تصل إلى 50% لدعم الجنين والمشيمة، لكن توسع الأوعية الدموية يحدث بوتيرة أسرع من زيادة حجم الدم، مما يؤدي إلى انخفاض نسبي في ضغط الدم.
نتيجة هذا التوسع، قد تنخفض قراءات الضغط لتصل إلى أقل من 90/60 ملم زئبقي، وهو ما يُعد طبيعيًا في كثير من حالات الحمل السليم.
ملاحظة من شفاء: انخفاض الضغط في الثلثين الأولين من الحمل أمر متوقع، لكنه يحتاج إلى متابعة طبية إذا صاحبه إغماء أو دوخة شديدة أو تسارع في ضربات القلب.
في الثلث الثالث من الحمل، قد تظهر الدوخة بشكل مختلف نتيجة زيادة حجم الرحم وضغطه على الأعضاء الداخلية.
عند الاستلقاء على الظهر، يمكن أن يضغط الرحم على الوريد الأجوف السفلي (Inferior Vena Cava) المسؤول عن إعادة الدم من الساقين إلى القلب.
هذا الضغط يؤدي إلى انخفاض مفاجئ في تدفق الدم نحو القلب، وبالتالي هبوط سريع في الضغط يعرف بـ متلازمة انضغاط الوريد الأجوف (Supine Hypotensive Syndrome)، وهي من أهم أسباب الدوخة أو الإغماء المفاجئ في أواخر الحمل.
ولمنع حدوث ذلك، يُنصح بالنوم على الجانب الأيسر بدلاً من الظهر، لأن هذه الوضعية تساعد على تحسين تدفق الدم إلى القلب والمشيمة، وتقلل من احتمالية الشعور بالدوخة.
عادةً لا يتطلب انخفاض الضغط العادي علاجًا دوائيًا، بل يعتمد بشكل رئيسي على تغييرات بسيطة في نمط الحياة اليومية، وهي خطوات سهلة لكنها فعّالة في تقليل الأعراض وتحسين الدورة الدموية.
احرصي على شرب كميات كافية من الماء والسوائل الطبيعية يوميًا للحفاظ على حجم الدم.
كما يمكن تناول كميات معتدلة من الأطعمة المالحة بعد استشارة الطبيب، لأن الصوديوم يساعد في الحفاظ على ضغط الدم ضمن المستويات الطبيعية.
قومي من وضعية الجلوس أو الاستلقاء ببطء، لتجنّب هبوط الضغط الوضعي (Orthostatic Hypotension).
ويُفضل التوقف للحظات بين كل حركة وأخرى للسماح بتكيّف الدورة الدموية تدريجيًا.
النوم على الجانب الأيسر يخفف الضغط عن الوريد الأجوف ويُحسّن تدفق الدم إلى المشيمة.
تجنّبي النوم على الظهر، خاصة بعد الشهر السادس من الحمل.
الوقوف الثابت يسبب تجمع الدم في الساقين، مما يزيد من احتمالية الشعور بالدوخة.
يُنصح بالتحرك كل فترة قصيرة أو الجلوس برفع القدمين قليلًا لتسهيل رجوع الدم إلى القلب.
احرصي على تناول وجبات صغيرة متعددة خلال اليوم بدلًا من وجبتين أو ثلاث كبيرات لتجنّب انخفاض الضغط بعد الأكل.
كما يُنصح بإدخال أطعمة غنية بالحديد، مثل السبانخ والعدس والكبدة، لتقليل خطر فقر الدم الذي قد يزيد من الدوخة والإرهاق.
رغم أن انخفاض الضغط والدوخة خلال الحمل يُعدان طبيعيين في أغلب الأحيان، إلا أن هناك أعراضًا يجب عند ظهورها التواصل مع الطبيب فورًا:
الإغماء المتكرر أو فقدان الوعي الكامل.
الدوخة المصحوبة بخفقان قوي أو ألم في الصدر.
صداع حاد ومفاجئ لا يزول بالراحة.
نزيف مهبلي أو ألم شديد في البطن.
اضطرابات في الرؤية أو شعور بالارتباك الذهني.
برودة في الأطراف أو شحوب واضح في البشرة.
هذه الأعراض قد تشير إلى مشكلات مثل فقر الدم الشديد، أو النزيف الداخلي، أو اضطراب ضربات القلب، وتتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا.
في معظم الحالات، تُعد الدوخة وانخفاض الضغط استجابة فسيولوجية طبيعية لتغيرات الدورة الدموية والهرمونات خلال الحمل.
ومع ذلك، فإن الوعي بهذه التغيرات يساعد على الطمأنينة ويقلل القلق.
احرصي دائمًا على المتابعة المنتظمة مع الطبيب أو من خلال الملف الطبي الإلكتروني عبر بوابة شفاء، لضمان سلامتك وسلامة الجنين.
تنتج الأعراض غالبًا عن ضعف مؤقت في تدفق الدم إلى الدماغ، وتشمل الشعور بالدوخة، الإغماء، التعب العام، الغثيان، التنفس السريع، وبرودة الجلد.
لا، لم تثبت أي دراسة علمية وجود علاقة بين انخفاض الضغط أثناء الحمل ونوع الجنين سواء كان ذكرًا أو أنثى.
يفضّل تناول السوائل المالحة باعتدال، مع التركيز على الوجبات الصغيرة والمتكررة.
ويُنصح بتجنّب الوجبات الثقيلة التي قد تسبب هبوط الضغط بعد الأكل (Postprandial Hypotension).
انخفاض الضغط والدوخة أثناء الحمل أمر طبيعي وشائع في أغلب الحالات.
يجب الحفاظ على الترطيب الجيد، وتجنّب الاستلقاء على الظهر خاصة في الأشهر الأخيرة.
المتابعة الطبية المنتظمة ضرورية لاكتشاف أي مضاعفات في الوقت المناسب.
فريق بوابة شفاء الطبية يقدم لكِ الدعم الكامل من خلال خدمات المتابعة الذكية ونظام الملف الطبي الإلكتروني لحملٍ صحي وآمن.