تُعد فترة النفاس من أهم المراحل التي تحتاج فيها الأم إلى رعاية واهتمام خاص من جميع من حولها، سواء من العائلة أو الطاقم الطبي.
خلال هذه الفترة، يمر جسم المرأة بتغيرات جسدية ونفسية كبيرة، بعضها طبيعي تمامًا نتيجة التعافي بعد الولادة، بينما قد تشير بعض الأعراض إلى حالات تستدعي استشارة الطبيب بشكل عاجل.
ولمزيد من المعلومات الدقيقة والمحدَّثة التي تهم كل أم في مصر والعالم العربي، لا تنسي متابعة موقع شفائي الطبي للحصول على محتوى موثوق وبلغة سهلة وواضحة.
تعد فترة النفاس من المراحل الحساسة التي تمر بها المرأة بعد الولادة مباشرة.
تبدأ هذه الفترة بعد خروج الجنين والمشيمة وتستمر عادة لمدة أربعين يومًا بعد الولادة.
تعريف فترة النفاس ومدة استمرارها
تبدأ فترة النفاس فور انتهاء الولادة وتستمر في الغالب لمدة أربعين يومًا.
في هذه الفترة يمر جسم المرأة بتغيرات جسدية ونفسية واضحة.
الهدف من هذه التغيرات هو أن يستعيد الجسم توازنه ووظائفه الطبيعية بعد مجهود الحمل والولادة.
تحتاج الأم في هذه المرحلة إلى الراحة والتغذية السليمة والمتابعة الطبية المنتظمة لضمان التعافي بعد الولادة بأمان.
يعد دم النفاس علامة طبيعية بعد الولادة إذ يخرج من الرحم كجزء من عملية التنظيف والتعافي.
يبدأ الدم باللون الأحمر الداكن ثم يتحول إلى البني ويصبح في نهاية الفترة أصفر مائل للفاتح.
تستمر هذه الإفرازات طوال فترة النفاس التي تمتد حوالي أربعين يومًا.
يختلف دم النفاس عن دم الحيض
فدم النفاس يظهر بعد الولادة بسبب تنظيف الرحم بينما الحيض يحدث شهريًا ضمن الدورة الشهرية
لذلك يمكن التفريق بينهما بسهولة.
من المهم الانتباه إلى علامات العدوى بعد الولادة مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم وتغير لون أو رائحة الإفرازات المهبلية واستمرار النزيف لفترة أطول من الطبيعي.
عند ملاحظة أي من هذه الأعراض يجب مراجعة الطبيب فورًا لتجنب المضاعفات.
تختلف مدة النزيف خلال فترة النفاس حسب نوع الولادة.
في الولادة الطبيعية يستمر النزيف من أربع إلى ستة أسابيع تقريبًا نتيجة خروج بقايا الدم والمشيمة من الرحم.
في الولادة القيصرية يستمر النزيف من أسبوعين إلى أربعة أسابيع لأن الرحم يتم تنظيفه يدويًا أثناء العملية مما يقلل من مدة دم النفاس.
يجب غسل منطقة المهبل جيدًا بعد التبول أو التبرز.
ينصح بتجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة.
يُفضل استخدام ملابس داخلية قطنية نظيفة وتغيير الفوط الصحية بانتظام.
يجب الحفاظ على الجرح نظيفًا وجافًا دائمًا.
تجنب حمل الأشياء الثقيلة أو الانحناء المفاجئ.
مراقبة أي علامات تدل على التهاب الجرح مثل الاحمرار أو الإفرازات.
بعد الولادة الطبيعية يمكن استئناف الأنشطة اليومية خلال أربع إلى ستة أسابيع.
بعد الولادة القيصرية يفضل البدء بالمشي الخفيف بعد أسبوع إلى أسبوعين ثم ممارسة الأنشطة المعتدلة بعد ستة أسابيع.
أما العلاقة الزوجية بعد الولادة فينصح بتأجيلها حتى توقف دم النفاس تمامًا وشفاء الغرز بالكامل لتجنب العدوى أو الألم.
الغذاء المتوازن خلال فترة النفاس ضروري لتعزيز التعافي بعد الولادة بشكل طبيعي وسريع.
يساعد النظام الغذائي الصحيح على تعويض دم النفاس المفقود أثناء الولادة وتحسين إنتاج الحليب للأم المرضعة.
تحتاج الأم إلى مجموعة من العناصر الغذائية المهمة بعد الولادة.
يُعد الحديد عنصرًا أساسيًا لتعويض الدم المفقود أثناء الولادة والوقاية من فقر الدم.
يساعد البروتين على إصلاح الأنسجة التالفة وتسريع التعافي بعد الولادة.
أما الكالسيوم فيقوي العظام ويحافظ على صحتها خاصة أثناء الرضاعة.
وتُسهم الألياف في الوقاية من الإمساك وتحسين حركة الأمعاء بعد الولادة.
هناك بعض الأطعمة التي يُفضل تجنبها خلال فترة النفاس لأنها قد تؤثر على الأم أو الرضيع.
تجنبي الأطعمة الحارة والمقلية والدسمة لأنها قد تسبب اضطرابات هضمية أو غازات للطفل.
قللي من تناول الكافيين الزائد لأنه ينتقل إلى حليب الأم وقد يسبب الأرق للرضيع.
وللتقليل من الغازات، يُنصح بتناول الطعام ببطء وتجنب المشروبات الغازية والأطعمة المسببة للانتفاخ.
هناك العديد من علامات الخطر التي يجب الانتباه إليها خلال فترة النفاس.
بعضها قد يشير إلى مضاعفات خطيرة تتطلب التدخل الطبي السريع لضمان التعافي بعد الولادة بأمان.
النزيف المفرط الذي لا يتوقف من أخطر العلامات خلال فترة النفاس.
فقد يؤدي إلى هبوط حاد في الدورة الدموية وقد يسبب الوفاة إذا لم يتم التعامل معه فورًا.
الشعور بألم شديد أو تورم في مكان الغرز بعد الولادة من علامات العدوى أو انفتاح الجرح.
يجب مراجعة الطبيب فورًا لضمان العناية بالغرز ومنع المضاعفات.
الرائحة الكريهة في دم النفاس مؤشر قوي على وجود عدوى في الرحم.
العدوى بعد الولادة من أخطر المشكلات التي قد تسبب حمى النفاس والمضاعفات الشديدة.
ارتفاع درجة الحرارة أو الشعور بالقشعريرة يدل على وجود التهابات داخلية خطيرة.
يجب الإسراع إلى الطبيب لتشخيص السبب وعلاج الحالة بشكل آمن.
الحزن المستمر أو القلق لأكثر من أسبوعين علامة على بداية اكتئاب ما بعد الولادة.
يجب عدم تجاهل هذه الأعراض لأنها قد تتفاقم بسرعة وتؤثر على التعافي بعد الولادة.
الأفكار السلبية أو الرغبة في العزلة من أخطر الأعراض النفسية في فترة النفاس.
قد تراود الأم أفكارًا مؤذية مثل إيذاء نفسها أو طفلها، ويجب التدخل الطبي فورًا.
فقدان الاهتمام بالمولود أو النوم المفرط يدل على اضطراب نفسي حاد.
فالأم بطبيعتها تهتم بطفلها، لذا غياب هذا الشعور يستدعي المساعدة الطبية الفورية.
يجب مراقبة الجرح باستمرار للحفاظ على العناية بالغرز وسلامة التعافي.
يُنصح بتغيير الفوط الصحية بانتظام فور اتساخها أو عند ظهور رائحة غير طبيعية.
من علامات العدوى في الغرز: الاحمرار، السخونية، الألم الشديد، أو تمزق الجرح.
يجب مراجعة الطبيب فور ظهور أي من هذه العلامات.
يمكن استخدام غسول مهبلي طبي للحفاظ على النظافة الشخصية خلال فترة النفاس.
لكن يجب استشارة الطبيب أولًا لاختيار النوع المناسب لتجنب تهيج المنطقة الحساسة.
تُعد الرياضة من الأمور المهمة جدًا في تعزيز صحة الجسم في مختلف المراحل.
وخلال فترة النفاس تكون الرياضة أحد العوامل المساعدة في التعافي بعد الولادة واستعادة النشاط البدني والنفسي للأم.
متى يمكن البدء بممارسة الرياضة؟
عادةً ما يمكن البدء بممارسة الرياضة بعد مرور ستة أسابيع من الولادة الطبيعية.
أما في حالات الولادة القيصرية، فيجب الانتظار حتى يسمح الطبيب المعالج بالبدء بها.
يُفضل البدء بالمشي الخفيف وتمارين قاع الحوض المعروفة باسم تمارين كيجل.
تساعد هذه التمارين على تقوية عضلات الحوض واستعادة مرونتها بعد الولادة.
تساعد الرياضة على تحسين الدورة الدموية وزيادة تدفق الدم إلى جميع أعضاء الجسم.
كما تمنع الركود الدموي وتساعد في استمرار تدفق الدم بشكل صحي.
تعمل على تقوية عضلات البطن والحوض مما يقلل من ضعف هذه المناطق بعد الولادة.
وبذلك تُسهم في الوقاية من الفتق أو انزلاق الرحم أو أي مشكلات تنتج عن ضعف العضلات.
تُساعد الرياضة أيضًا على تقليل الشعور بالتعب والاكتئاب خلال فترة النفاس.
فالنشاط البدني يحفّز إفراز الهرمونات الإيجابية ويُخفف من التوتر والأفكار السلبية.
يجب تجنب الحركات المفاجئة أو حمل الأوزان الثقيلة خلال الأسابيع الأولى من التعافي بعد الولادة.
هذه الأفعال قد تؤدي إلى مضاعفات مثل الفتق أو فتح الغرز أو آلام الحوض.
ينبغي أيضًا متابعة أي نزيف غير طبيعي أو زيادة في دم النفاس أثناء التمرين.
عند ملاحظة أي نزيف أو دوخة أو تعب مفرط يجب التوقف فورًا واستشارة الطبيب المعالج.
يمكن السماح بالجماع خلال فترة النفاس ولكن بشروط واحتياطات مهمة لحماية الأم من العدوى أو الألم.
يجب أن يتم الأمر في الوقت المناسب وبعد التأكد من التعافي بعد الولادة بشكل كامل.
عادةً يكون الوقت المناسب للجماع بعد توقف دم النفاس والتئام الغرز بشكل تام.
يحدث ذلك غالبًا بعد مرور من أربعة إلى ستة أسابيع من الولادة.
تختلف المدة حسب نوع الولادة، سواء كانت طبيعية أو قيصرية، وحالة الجرح ومدى التئامه.
في حالة وجود عدوى في الجرح أو تأخر الالتئام، يجب تأجيل العلاقة حتى استشارة الطبيب.
هناك بعض الاحتياطات التي يجب اتباعها بعد التعافي من فترة النفاس.
يُفضل استخدام المرطبات أو الواقي الذكري لتجنب الجفاف أو العدوى المهبلية.
تحدثي مع زوجك بصراحة حول الألم أو القلق الذي قد تشعرين به أثناء العلاقة.
يجب أن يكون الزوج متفهمًا لحالتك النفسية والجسدية في هذه المرحلة الحساسة.
خلال الرضاعة الطبيعية ينخفض مستوى هرمون الإستروجين مما يقلل الرغبة الجنسية مؤقتًا.
ويرتفع في المقابل هرمون البرولاكتين المسؤول عن إنتاج الحليب، وهو ما يؤثر سلبًا على الرغبة.
يُعد هذا التغير أمرًا طبيعيًا خلال فترة النفاس ويزول تدريجيًا مع الوقت.
التواصل العاطفي بين الزوجين في هذه الفترة مهم جدًا لدعم التعافي بعد الولادة.
يُفضل التدرج في استعادة العلاقة الحميمة وعدم الاستعجال أو الضغط النفسي على الأم.
المتابعة الطبية بعد الولادة ليست رفاهية بل جزء أساسي من رحلة التعافي. فهي تضمن شفاء الجسم من آثار الحمل والولادة، وتساعد على اكتشاف أي مضاعفات مبكرًا لضمان سلامة الأم وصحتها.
يجب التوجه للطبيب فورًا عند حدوث نزيف مفاجئ أو ملاحظة إفرازات ذات رائحة سيئة.
إذا شعرتِ بألم متزايد في البطن أو في منطقة الغرز فقد يشير ذلك إلى وجود التهاب يحتاج إلى علاج عاجل.
صعوبة التنفس أو الدوخة الحادة من العلامات الخطيرة التي تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا.
ينصح الأطباء بإجراء فحص شامل بعد 6 أسابيع من الولادة لتقييم حالة الرحم والجرح.
يجب متابعة ضغط الدم وفحص مستوى الهيموغلوبين لتجنب مضاعفات مثل فقر الدم أو تسمم ما بعد الولادة.
كما يُنصح بمناقشة وسائل منع الحمل المناسبة في هذه المرحلة بما يتوافق مع الرضاعة وحالتك الصحية.
احرصي على تسجيل الأعراض اليومية مثل شدة النزيف أو التغيرات المزاجية أو الألم.
راجعي الطبيب فور ملاحظتك أي تغير غير طبيعي في حالتك الجسدية أو النفسية.
المتابعة المنتظمة والوعي بجسمك هما المفتاح للحفاظ على صحتك بعد الولادة.
العناية المنتظمة بالغرز والجرح بعد الولادة تُعد من أهم خطوات التعافي، فهي تمنع العدوى، وتُسرّع الالتئام، وتُساعد الأم على استعادة نشاطها بأمان وثقة.
تختلف طريقة العناية حسب نوع الغرز، فالغرز المهبلية تحتاج إلى تهوية ونظافة دقيقة لتجنب الالتهاب، بينما الغرز القيصرية تتطلب متابعة مستمرة للجرح ومراقبة أي احمرار أو تورم.
تبدأ الغرز القابلة للذوبان بالاختفاء تدريجيًا خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع، أما الغرز التي لا تذوب فيجب إزالتها في موعد يحدده الطبيب.
المتابعة الطبية المنتظمة ضرورية للتأكد من أن عملية الالتئام تسير بالشكل الصحيح.
يُنصح بتنظيف منطقة الجرح بلطف باستخدام ماء دافئ وصابون طبي خفيف للحفاظ على نظافة الجرح دون تهييج الجلد.
بعد التنظيف، يجب تجفيف المنطقة جيدًا باستخدام منشفة نظيفة وناعمة بطريقة التربيت وليس الفرك.
تغيير الفوط الصحية بانتظام أمر أساسي لتقليل الرطوبة والبكتيريا، كما يُفضل ارتداء ملابس داخلية قطنية مريحة تسمح بمرور الهواء.
الراحة الكافية والنوم الجيد يسرّعان من عملية التئام الجرح ويحافظان على قوة الجهاز المناعي.
التغذية المتوازنة الغنية بالبروتينات والفيتامينات مثل فيتامين C والزنك تُساعد في تجديد الأنسجة وتسريع التعافي.
تجنبي الجلوس لفترات طويلة أو القيام بمجهود زائد حتى لا يزداد الضغط على منطقة الجرح أو الغرز.
وفي النهاية، يتبيّن لنا أن فترة النفاس تُعد من أهم المراحل في حياة كل أم، فهي ليست مجرد فترة راحة بعد الولادة، بل مرحلة دقيقة تحتاج إلى رعاية جسدية ونفسية متكاملة.
فالتنبه لأي أعراض غير طبيعية، سواء كانت جسدية أو نفسية، والاستشارة الفورية للطبيب قد تُنقذ الأم من مضاعفات خطيرة.
كانت هذه جولة شاملة حول هذه الفترة الحساسة، ولا تنسي متابعة مقالات شفائي الطبي لمزيد من النصائح التي تهم صحتك وسلامتك بعد الولادة.