من المضاعفات الخطيرة أثناء فترة الحمل، هي انفصال المشيمة الجزئي أو الكلي، إذ إن لها مضاعفات خطيرة، لذا فإنه من المهم التعرف على أسبابها، والعوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة، وطرق الوقاية، وغيرها، ولمعرفة المزيد، ما عليك سوى متابعة القراءة.
انفصال المشيمة المبكر، أو ما يطلق عليه اسم انفكاك المشيمة، يعد أحد المضاعفات الخطيرة التي قد تحدث أثناء فترة الحمل، إذ تكون المشيمة داخل الرحم أثناء الحمل، حيث تلتصق بجدار الرحم، ومن شأنها مد الطفل بالأكسجين والعناصر المغذية، ويحدث انفصال المشيمة جزيًا أو كليًا عن جدار الرحم الداخلي.
هذا ما قد يؤدي إلى نقص إمداد الطفل بالأكسجين، أو بشكل كامل، وكذلك العناصر المغذية، مما يتسبب في إصابة الأم بنزيف شديد، وعليه فيجب إجراء ولادة قيصرية مبكرة، وجدير بالذكر أن انفكاك المشيمة يحدث بصورة مفاجئة بأغلب الأحيان، وهي تشكل خطر على الأم والجنين في حالة لم تحصل على العناية المناسبة لعلاج المشكلة.
غالبًا ما يحدث انفصال المشيمة نتيجة الصدمات القوية، أو الإصابة في البطن، في حالات مثل حوادث السيارات، أو التعرض للسقوط، كما قد يحدث بسبب فقدان السائل الأمنيوسي المحيط بالطفل داخل الرحم بشكل مفاجئ.
توجد بعض العوامل التي تزيد من خطر احتمالية الإصابة بانفكاك المشيمة المبكر، وهي تأتي على النحو التالي:
تزيد احتمالية الإصابة بانفكاك المشيمة في العمر المتقدم، خاصة في حالات الحمل بعد عمر الـ 40.
ارتفاع ضغط الدم المزمن، أو ارتفاعه أثناء الحمل، مثل في الحالات المتعلقة بمقدمات تسمم الحمل، متلازمة هيلب.
انفصال المشيمة في حمل سابق لسبب غير إصابة في البطن.
الادمانات، مثل التدخين، والكوكايين أثناء فترة الحمل.
التعرض للسقوط أو أي إصابة في البطن أثناء الحمل.
الإصابة بالعدوى داخل الرحم أثناء الحمل، مثل التهاب المشيماء، والسلى.
تمزق الأغشية في وقت مبكر، مما يسبب تسرب السائل السلوي.
غالبًا ما يحدث انفكاك المشيمة في الثلث الأخير من الحمل، خاصة في الأسابيع القليلة التي تسبق موعد الولادة، وقد تحدث بعض الأعراض التي تعد مؤشرًا ينذر بحدوث الانفصال، والتي تأتي على النحو التالي:
نزيف مهبلي، مع ذلك قد يحدث الانفصال من دون حدوث نزيف.
حدوث تقلصات الرحم، وعادة ما تكون بشكل متتالي.
الشعور بالألم عند لمس منطقة الرحم.
ألم في البطن، أو الظهر.
آلام البطن، والظهر عادة تأتي فجأة، بينما النزيف المهبلي قد تتفاوت كميته حسب الحالة، كما أن النزيف لا يعني بالضرورة حدوث انفصال المشيمة، لكن يجب عدم تجاهل أي من هذه الأعراض في حالة حدوثها، والتوجه بزيارة الطبيب على الفور، للاطمئنان على صحتك وصحة الجنين.
جدير بالذكر أن انفصال المشيمة قد يحدث بصورة بطيئة، ويطلق على هذه الحالة الانفصال المزمن، وتكون أعراضه عادة نزيف خفيف ومتقطع، وقد يتسبب في إبطاء وتيرة نمو الطفل، وانخفاض مستوى السائل السلوي بالرحم؛ مما قد يصيبك بمضاعفات أخرى.
لا توجد خطوات محددة لمنع حدوث انفصال المشيمة، إلا إنه يمكن الخفض من بعض عوامل الخطر، مثل الابتعاد عن المواد الإدمانية والتدخين، مما يقلل من احتمالية الإصابة به، مع الاهتمام بمستوى ضغط الدم للسيدات المصابة بارتفاع ضغط الدم المزمن.
كما يجب عدم الاستهانة بمخاطر السقوط، أو التعرض لصدمات، لذا يجب الالتزام بوضع حزام الأمان أثناء ركوب السيارة، وفي حالة التعرض لصدمة في البطن، أو السقوط، عليك بطلب المساعدة الطبية على الفور.
في حالة أنك قد مررت بحالة انفصال المشيمة في حمل سابق، وتخططين لحمل جديد، فيجب أن تتحدثي إلى طبيبك، حيث يمكنه مساعدتك وتقديم المشورة حول الوسائل التي قد تقلل من مخاطر الإصابة بانفكاك المشيمة مرة أخرى.
خلصنا إلى أن انفصال المشيمة الجزئي تعد من المضاعفات الخطيرة التي قد تصيب الأمهات أثناء فترة الحمل، خاصة في الثلث الثالث من الحمل، لكن يمكن الوقاية منه من خلال خفض عوامل الخطر التي أوضحنا، ولا تترددي في طلب المساعدة فور ظهور أي من الأعراض.
يلتئم انفصال المشيمة الجزئي بوجه عام بعد قرابة 34 أسبوع من العمل، وفي حالة إذا أن الانفصال المشيمي بسيط، يمكن الولادة بشكل طبيعي، من دون الحاجة إلى عملية قيصرية.
لا يوجد علاج نهائي للانفصال جزء من المشيمة، إذ يتمثل العلاج في المتابعة بهدف استمرار الحمل، كما قد يتضمن العلاج تزويد الأم بأدوية تساهم في مساعدة رئة الجنين على النمو قبل الولادة القيصرية.
احتمالية تكرار انفصال المشيمة في حالات الحمل اللاحقة تتراوح بين 4 إلى 12%.
تتضمن مضاعفات انفصال المشيمة، ما يلي:
التعرض لصدمة ناتجة عن فقدان الدم.
تجلط الدم، أو الحاجة إلى نقل الدم في بعض الحالات.
الإصابة بفشل كلوي، أو تلف في أي من الأعضاء الحيوية الأخرى بسبب فقدان الدم.
بعض الحالات النادرة قد نضطر إلى استئصال الرحم؛ إذا لم تنجح محاولات السيطرة على النزيف.
المصادر:
