تتطلب متابعة قياس ضغط الدم وبروتين البول خلال الحمل مستوى عالٍ من اليقظة والانتظام، إذ تكمن سلامة الأم والجنين في تفاصيل التقييمات الطبية الدورية، ويعد الفحص المنتظم لضغط الدم وتحليل البول ركيزة أساسية في كل زيارة قبل الولادة، ولا يقتصر دور هذين المؤشرين على كونهما إجراءات روتينية، بل هما أدوات دقيقة تعكس حالة الأوعية الدموية ووظائف الكلى الحيوية، وأي تغيير في قراءاتهما قد يكون إنذاراً مبكراً لحالة مرضية تتطلب التدخل الفوري.
يشكل قياس ضغط الدم وبروتين البول خلال الحمل حجر الزاوية في الكشف المبكر عن اضطرابات الحمل الخطيرة، وتكمن أهمية هذه الفحوصات في كونها الأداة الأساسية للتحري عن تسمم الحمل Pre-eclampsia، وهي حالة تهدد حياة الأم والجنين وتتطور عادةً بعد الأسبوع العشرين من الحمل.
يوفر فحص ضغط الدم تقييماً مباشراً لوظيفة الأوعية الدموية في الجسم، في حين يعكس تحليل البول كفاءة الكلى وقدرتها على التعامل مع المتطلبات المتزايدة للحمل، والالتزام بالتقييمات المتكررة يضمن تحديد الارتفاع الطفيف في الضغط أو التسرب الأولي للبروتين، مما يفتح الباب أمام التدخل العلاجي والوقائي في الوقت المناسب.
خلال متابعة قياس ضغط الدم وبروتين البول يجب أن نعلم بأن يقاس ضغط الدم برقمين حيويين وهما الانقباضي والانبساطي، ويشير الرقم الانقباضي إلى أقصى قوة يمارسها الدم على جدران الشرايين عند ضخ القلب، بينما يمثل الانبساطي القوة أثناء استرخاء القلب، وتختلف المستويات المقبولة للحامل، ولكن تجاوز القراءة مستوى 140/90 ملم زئبق يُعد تجاوزاً للنطاق الطبيعي ويستدعي المتابعة.
تؤدي الكلى دوراً حيوياً في تنقية الدم وتعمل على ترشيح الفضلات مع الحفاظ على البروتينات الهامة داخل مجرى الدم، ولذا فإنها تؤثر على قياس ضغط الدم وبروتين البول خلال الحمل وقد يشير تسرب كميات ملحوظة من البروتين إلى البول إلى وجود خلل في كفاءة مرشحات الكلى، وغالباً ما ينتج هذا الخلل عن تأثر الأوعية الدموية الصغيرة في الجسم بارتفاع الضغط وإليك أهم طرق تقييم البروتين في البول كالتالي:
اختبار شريط الغمس Dipstick هو فحص سريع وروتيني يُجرى في كل زيارة للكشف الأولي عن وجود البروتين.
تحليل نسبة البروتين إلى الكرياتينين UPCR عند الحصول على نتيجة إيجابية في الاختبار الأولي، يتم اللجوء إلى هذا التحليل الذي يجرى على عينة بول عشوائية، وتعتبر هذه الطريقة سريعة وموثوقة لتقدير كمية البروتين المتسرب.
جمع البول لمدة 24 ساعة حيث يعد هذا الفحص هو المعيار الذهبي للتشخيص، ويقدر بدقة كمية البروتين المفقودة خلال اليوم، ويشير فقدان 300 ملليجرام أو أكثر يوميًا إلى وجود خلل يستدعي التدخل الطبي.
تحدث متلازمة تسمم الحمل Pre-eclampsia نتيجة لتضافر ارتفاع ضغط الدم والبيلة البروتينية، وتعد من أكثر المضاعفات التي تستوجب الرعاية الطارئة في الحمل، وتبدأ هذه المتلازمة بالتأثير على المشيمة والأوعية الدموية وتتطور لتؤثر على عدة أجهزة في الجسم، وإليك الأعراض التي تستدعي الاتصال الفوري بالطبيب ومنها:
الصداع المستمر والشديد الذي لا يزول بالمسكنات الاعتيادية.
الاضطرابات البصرية التي تشمل الرؤية الضبابية أو رؤية ومضات ضوئية مفاجئة أو فقدان مؤقت للرؤية.
الألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن قد يشير هذا الألم إلى مشكلة في الكبد.
التورم المفاجئ والسريع وغير الطبيعي في الوجه أو اليدين.
ضيق التنفس الذي ينتج عن تراكم السوائل في الرئتين.
لضمان أعلى درجات اليقظة يتم الآن تسجيل كافة بيانات الحامل الحيوية ونتائج الفحوصات المختبرية بشكل مركزي ضمن الملف الطبي الالكتروني، ويوفر هذا السجل الرقمي رؤية متكاملة وفورية للفريق الطبي حول نمط ارتفاع ضغط الدم أو أي تغير في مؤشرات البول.
كما يتم تغذية هذه البيانات في نظام دعم القرار الطبي بالذكاء الاصطناعي، حيث يقوم النظام بتحليل الأنماط الصحية وتحديد الحالات التي تحمل خطراً مرتفعاً لتسمم الحمل، مما يدعم الطبيب في اتخاذ قرارات التدخل المناسبة قبل تطور المضاعفات، وتسهل منصات الرعاية الصحية مثل بوابة مصر الطبية الرقمية شفائي على الحوامل إدارة مواعيدهن ومتابعة نتائج فحوصاتهن بكل سهولة واحترافية.
يظل الالتزام بالمتابعة الدورية الشاملة لقياس ضغط الدم وبروتين البول خلال الحمل هو الدرع الواقي لحمل صحي وآمن، لذا يجب التعاون الكامل مع الفريق الطبي وإبلاغه بأي أعراض غير اعتيادية فور ظهورها.
نعم يمكن أن يكون مؤشراً مهماً وخطراً إذا كانت كمية البروتين مرتفعة.
لا إطلاقاً بل إن قياس ضغط الدم هو فحص روتيني وضروري وآمن تماماً في كل زيارة متابعة قبل الولادة.
تعتبر النسبة الطبيعية للبروتين في البول أثناء الحمل هي أي كمية أقل من 300 ملليجرام (mg) في عينة بول تجمع على مدار 24 ساعة.
