تعد تجربة مراحل الولادة الطبيعية عملية فسيولوجية فريدة، تمثل ذروة أشهر الحمل وبداية الأمومة، وتتجسد هذه العملية في سلسلة من تقلصات الرحم المنتظمة التي تؤدي إلى تغيرات تدريجية في عنق الرحم لخروج الجنين ومنتجات الحمل الأخرى.
نظرة عامة على مراحل الولادة الطبيعية
تقسم تجربة مراحل الولادة الطبيعية إلى أربع مراحل متتابعة، يبدأ كل منها عند نقطة تحول فسيولوجية محددة، وتبدأ الرحلة بالمرحلة الأولى وهي مرحلة المخاض واتساع عنق الرحم، والتي تُعد أطول المراحل، حيث يتم فيها ترقق وتوسع العنق حتى 10 سنتيمترات.
تليها مرحلة الدفع وولادة الجنين التي تتطلب جهداً مركزاً من الأم وتنتهي بخروج الطفل، أما المرحلة الثالثة فتُكرس لخروج المشيمة من الرحم، وتنتهي العملية بالمرحلة الرابعة وهي مرحلة التعافي والترابط الفوري بعد الولادة مباشرة وتتم مراقبة استقرار الأم والطفل، ويعد هذا التقسيم مرجعاً أساسياً لفهم تقدم عملية الولادة.
المرحلة الأولى المخاض واتساع عنق الرحم
تمثل المرحلة الأولى أطول مراحل الولادة وتبدأ مع ظهور الانقباضات الرحمية المنتظمة وتستمر حتى وصول اتساع عنق الرحم إلى الدرجة الكاملة وهي 10 سنتيمترات، وتعرف هذه الفترة أيضاً بأنها أولى مراحل المخاض الرئيسية.
وفي الحمل الأول يستمر المخاض بالمتوسط ما بين 12 إلى 18 ساعة، بينما تقل هذه المدة في الولادات اللاحقة لتصل بالمتوسط إلى 6-8 ساعات، وتنقسم هذه المرحلة الطويلة إلى طورين رئيسيين، هما الطور الكامن والطور النشط وإليك تفاصيل هذه المرحلة كالتالي:
الطور الكامن
يبدأ المخاض بشكل فعلي في هذا الطور حيث يبدأ عنق الرحم في الترقق والقصر كالانسحاب، والتوسع ببطء، ليصل الاتساع إلى ما يقارب 5 سنتيمترات وتمثل هذه المرحلة الأساس لبدء عملية الولادة، وتتميز بخصائص في التقلصات والاستجابة الجسدية كالتالي:
خلال الانقباضات تكون التقلصات خفيفة وغير منتظمة في بدايتها، وقد تستمر لفترات طويلة تتراوح من ساعات إلى أيام.
ومن العلامات المبكرة انكِ قد تلاحظين إفرازات مهبلية مخاطية بلون وردي أو مائل للدم، والتي تُعرف بالسدادة المخاطية التي كانت تغلق عنق الرحم.
يُنصح بالبقاء في المنزل خلال هذا الطور، مع التركيز على النشاط الخفيف لتعزيز نزول الجنين وتوسع عنق الرحم، بالإضافة إلى استخدام تقنيات التنفس والاسترخاء مثل الحمامات الدافئة.
الطور النشط والفترة الانتقالية
تبدأ هذه المرحلة عندما يصبح عنق الرحم متسعاً حوالي 5 سنتيمترات، وتتسارع بعدها عملية الاتساع حتى تبلغ 10 سنتيمترات، وتتطلب هذه الفترة الانتقال إلى المستشفى أو مركز الولادة للمراقبة المستمرة وتتسم بالتغيرات الآتية:
تصبح الانقباضات قوية ومنتظمة وتحدث بشكل متكرر كل 3 إلى 5 دقائق، وتستمر كل أنقباضه لحوالي 45 إلى 60 ثانية.
يحدث توسع عنق الرحم بمعدل أسرع ولا يتجاوز الطور النشط عادةً فترة 12 ساعة في الولادة الأولى.
تساعد تغيير وضعيات الجسم والميل إلى الأمام في تخفيف آلام الظهر المصاحبة للتقلصات، كما يمكن الاعتماد على خيارات تسكين الألم المتاحة مثل التخدير فوق الجافية، والتي تحتاج تنسيقاً مسبقاً مع فريق الرعاية الصحية.
المرحلة الثانية الدفع وولادة الجنين
تبدأ المرحلة الثانية فور وصول عنق الرحم إلى الاتساع الكامل 10 سنتيمترات، وتنتهي بالخروج الكامل للجنين من خلال قناة الولادة، وتُمثل هذه المرحلة إحدى أبرز مراحل الولادة الطبيعية، وهي وقت العمل المكثف والتعاون الفعال بين الأم وفريق الرعاية الصحية مع التركيز على الدفع الفعال كالتالي:
تشعر الأم برغبة قوية وملحة في الدفع كنتيجة طبيعية لضغط رأس الجنين على قاع الحوض وأعصاب المستقيم.
يمكن أن تستغرق مرحلة الدفع في الولادة الأولى مدة تصل إلى ساعتين في غياب التخدير الناحي، وقد تمتد إلى ثلاث ساعات في حال استخدامه.
تُوجه الأم للدفع بشكل فعال ومتناسق مع الانقباضات للمساعدة في نزول الجنين وولادته، ويفضل الدفع الموجه ذاتياً وفقاً لرغبة الأم بدلاً من الدفع القسري المطول.
يمكن للوضعية التي تتخذها الأم أثناء الدفع أن تؤثر على زمن المرحلة الثانية، حيث يمكن أن تساعد وضعيات الوقوف أو القرفصاء أو الاتكاء للأمام في تسهيل عملية نزول الطفل.
المرحلة الثالثة مرحلة خلاص المشيمة
تعتبر الولادة غير مكتملة دون خروج المشيمة والأغشية، وتبدأ المرحلة الثالثة مباشرة بعد ولادة الطفل، وتنتهي بخروج المشيمة من الرحم، وعادةً ما تكون هذه المرحلة الأقصر حيث تكتمل في غضون 5 إلى 10 دقائق، على الرغم من أن مدة تصل إلى 30 دقيقة تُعد ضمن النطاق الطبيعي كالتالي:
تحدث انقباضات رحمية خفيفة بعد الولادة مباشرة، تهدف إلى فصل المشيمة عن جدار الرحم.
هناك ثلاث علامات كلاسيكية تشير إلى انفصال المشيمة واستعدادها للخروج وهي كالتالي:
انقباض الرحم ليصبح أكثر صلابة وارتفاعه للأعلى.
إطالة مفاجئة في الجزء المرئي من الحبل السري.
حدوث تدفق دموي طفيف يسبق الخروج.
يتضمن التدبير النشط للمرحلة الثالثة إعطاء دواء الأوكسيتوسين بعد ولادة الطفل لتقليل خطر النزيف، بالإضافة إلى سحب المشيمة بلطف بمجرد ظهور علامات الانفصال.
المرحلة الرابعة التعافي والترابط الفوري
تتبع هذه المرحلة الثالثة مباشرة وتستمر لمدة ساعتين تقريباً بعد خروج المشيمة، حيث تخصص هذه الفترة لمراقبة الأم لضمان استقرار حالتها الصحية ومنع المضاعفات كالتالي:
يتم التركيز على مراقبة العلامات الحيوية للأم وخاصة ضغط الدم ونبض القلب، بالإضافة إلى تقييم كمية النزيف المهبلي.
يقوم فريق الرعاية بفحص قمة الرحم بشكل دوري للتأكد من صلابته وانقباضه، مما يقلل من خطر النزيف ما بعد الولادة.
كما يتم تشجيع عملية الترابط الأولي بين الوالدين والمولود من خلال ملامسة الجلد بالجلد فوراً بعد الولادة، والتي تدعم استقرار درجة حرارة الطفل ومستويات السكر لديه وتسهل بدء عملية الرضاعة الطبيعية.
ويمكنك متابعة هذه المراحل كلها من خلال بوابة مصر الطبية الرقمية شفائي، كما يمكن تسجيل كل تطورات حالتك في الملف الطبي الإلكتروني للرجوع إليها عند اللزوم.
إن فهم مراحل الولادة الطبيعية بالتفصيل يزود المرأة الحامل بالمعرفة اللازمة لخوض تجربة الولادة بشعور من التمكين والجاهزية، ويظل التدخل مع دعم القرار الطبي بالذكاء الاصطناعي المستمر عنصراً أساسياً لضمان سلامة الأم والجنين في كل خطوة.
تستغرق الولادة الأولى من 12 إلى 18 ساعة بالمتوسط، وتقل في الولادات التالية لتصل إلى 6-8 ساعات.
لا توجد طريقة مؤكدة لكن الولادات العفوية والكاملة والمستقرة طبياً تكون أسهل غالباً.
علامات الفتح تشمل الشعور بتقلصات رحمية منتظمة وظهور السدادة المخاطية وهي إفرازات دموية خفيفة.
The stages of labour and birth - NHS
Childbirth and its different phases - Helsenorge
Normal Labor: Physiology, Evaluation, and Management - StatPearls - NCBI Bookshelf
Stages of Labor: What To Expect During Labor & Delivery